الثلاثاء، 5 يناير 2016

من اصدقاء الشهيد علي النمر

     إن الشهيد الهاشمي عبد الصمد ينتمي الى إحدى  أكبر العائلات المتواجدة على مستوى القطر الجزائري كما تمتد أصوله الى جده الأكبر الشيخ سيدي محمد المدعو (العايب) بن عبداللـه بن عبدالصمد مؤسس زاوية آل عبدالصمد في سنة 1832 التي تعتبر مؤسسة عبادة دينية مشهورة بنشر العلم و المعرفة و خيرية لكون أعمالها تصب في فائدة طلبة الزاوية و الفقراء و المحتاجين و الزائرين وعابري  السبيل. يعود تاريخ نشأتها الى القرن الثامن عشر (1832) و تقع في "عين الشفاعة" ببلدية عين العصافير التي تبعد بحوالي 10 كلم شمال مدينة باتنة و بالتحديد في المكان المسمى "جبل بوعريف" معقل الثورة التحريرية للجزائر (1954-1962) بدائرة تازولت، ولاية باتنة.
     و اعتبارا لأحداث الثورة التحريرية الجزائرية المسلحة من سنة 1954 الى غاية 1962 لقد تعرضت زاوية الشيخ سيدي محمد بن عبد الله للقصف الجوي من طرف الجيش الاستعماري الفرنسي يوم 26 ديسمبر 1956 و الحق بها دمارا شديدا سقطت أثناءه  كل البنايات خرابا تاما بسب تحولها آنذاك الى مركز إيواء المجاهدين في الفترة التي  كانت حرب التحرير الجزائرية في أشد العنف مع كل العواقب و أثار التدمير العدواني الذي عرفه الشعب الجزائري بأكمله.
     و ليس هناك شك بشأن مشاركة أفراد عائلة الشهيد الهاشمي عبد الصمد العظيمة بعدد كبير في هذه الحرب الظالمة بفضل شهدائها الأمجاد و مجاهديها الأحرار و المقدر عددهم بحوالي مائة (100) عضوا من أجل قضية الجزائر العادلة فقط.  

لقد ولد الشهيد الهاشمي عبد الصمد بن علي المدعو (علاوة) ببلدية عيون العصافير بلدية تازولت ولايـة باتنة بتاريخ 10 جويلية 1936 ؛ نشأ في بلدية المعذر و تعلم في مدرسة التربية و التعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين, نال الشهادة الابتدائية’ ثم التحق بمعهد عبد الحميد بن باديس و درس به مدة أربع سنوات.

انقطع عن الدراسة بعد اندلاع الثورة ملبيا لنداء الوطن, وفي أواخر سنة 1955 كلف بالعمليات الفدائية برفقة أخيه الحاج عبد المجيد عبد الصمد و ميلود بن حركات حيث نصبوا كمينا ببنادق الصيد لسيارة عسكرية (جيب) و قتلوا ثلاثة من الجنود الفرنسيين و استولوا على بندقيتين (كارابينة أمريكان و ماط 49) و سلموا البندقيتين لجيش التحرير الوطني.
 و بعد مدة التحق الثلاثة بصفوف جيش التحرير الوطني, كلف الشهيد سي الهاشمي عبد الصمد بدور التوعية و تعبئة المنطقة للجهاد وغرس الروح الوطنية بين الجماهير المتعطشة للجهاد و بين كتائب جيش التحرير الوطني بالناحية الثالثة (بوعريف). شارك في عدة كمائن و معارك بناحية بوعريف.و نتيجة لتفانيه في العمل العسكري و السياسي فقد أصبح إطارا في جيوش التحرير الوطني حيث تولى قيادة الناحية الثالثة بالنيابة ابتداء من مارس 1958 بعد استشهاد الملازم الثاني (العيفة عائلة) و في شهر فيفري سنة 1959 تولى مسؤولية الناحية الثالثة و في شهر نوفمبر 1959 حول إلى المنطقة الأولى الناحية الثالثة كسياسي لتلك الناحية و ظل يعمل بها إلى أن سقط شهيدا في شهر أفريل سنة 1960م. 
                     رحم اللـه الفقيد و جعل قبره روضة من رياض الجنة
    المصدر. اجداد.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر قراءة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

فيديو اليوم